يوسف بن علوي: نقرب وجهات النظر بين إيران والسعودية.. والطرفان يرحبان

وزير الشؤون الخارجية العماني لـ«الشرق الأوسط»: ليس من مصلحة عرب الخليج العداء مع إيران.. فالخسائر ستكون هائلة

الوزير العماني يوسف بن علوي بن عبد الله خلال حواره مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط» («الشرق الأوسط»)
الوزير العماني يوسف بن علوي بن عبد الله خلال حواره مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط» («الشرق الأوسط»)
TT

يوسف بن علوي: نقرب وجهات النظر بين إيران والسعودية.. والطرفان يرحبان

الوزير العماني يوسف بن علوي بن عبد الله خلال حواره مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط» («الشرق الأوسط»)
الوزير العماني يوسف بن علوي بن عبد الله خلال حواره مع رئيس تحرير «الشرق الأوسط» («الشرق الأوسط»)

يوسف بن علوي بن عبد الله، وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني، عاصر الكثير من تقلبات وعواصف السياسة العربية طوال أكثر من 3 عقود فهو في هذا المنصب منذ عام 1982، ويقول إن السلطان قابوس بن سعيد يثق به كثيرا، ومنحه مكانة أكبر من وزير. عندما قابلته في مكتبه كان للتو قد انتهى من تسجيل فيلم وثائقي عن الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، قلت له «اليوم سعودي بامتياز»، أجاب «حيا الله أهلنا في السعودية في أي وقت». والحقيقة أنني طلبت إجراء الحوار قبل أيام قليلة فقط، إلا أن التجاوب جاء سريعا من قبل الوزير العماني.
مسقط هادئة كعادتها، إلا من مسيرات فرح تجوب الشوارع إثر الظهور التلفزيوني للسلطان من ألمانيا وطمأنة شعبه على أحواله الصحية. لا أحد في السلطنة قلق من مستقبل انتقال الحكم. العمانيون واثقون أن السلطان «كما بنى هذه البلاد بما هي عليه الآن، هو أيضا حريص على مستقبلها بنفس المعايير»، على حد قول يوسف بن علوي بن عبد الله.
وزير الدولة المسؤول عن الشؤون الخارجية في عمان يقول إن سياسة بلاده الخارجية يرسمها السلطان، معيدا دبلوماسية الحياد والحوار التي تنتهجها السلطنة للسلطان نفسه. نقلت للوزير القلق الذي ينتاب بعض من هم خارج عمان حول انتقال الحكم في السلطنة، وهنا لم يتحرج الوزير من الحديث بأريحية عن الفلسفة العمانية في خلافة السلطان، وقال إن السلطان قابوس بن سعيد بخير، لكنه يخضع لبرنامج طبي يتحكم في مدته الأطباء.
ويشدد بن علوي على أن هناك نظاما وآلية واضحة لاختيار خليفة للسلطان حال خلو منصبه، مؤكدا أنه لا يخشى من وجود فراغ دستوري. وأضاف في حوار موسع لـ«الشرق الأوسط» أن مواطني بلاده لا يريدون أن يخرجوا عن المسار الذي سارت عليه عمان، وهو مسار واضح.
وحول علاقة بلاده المتميزة مع إيران في ظل خلاف خليجي واضح معها، قال الوزير العماني إن الخلاف الخليجي مع إيران معظمه بسبب تباين وجهات النظر في مسائل إقليمية، مؤكدا أنه ليس من المصلحة أن يجتمع العرب في الخليج على معاداة دولة مثل إيران، باعتبار أن «معاداتها خسائرها هائلة في ظل هذا الزمن»، على حد قوله. وأضاف أن «التنوع في العلاقة مع إيران ربما فيه فائدة للطرفين»، مشيرا إلى أن بلاده «تعتقد أنها ليست في حاجة إلى أي شكل من أشكال الصراع». واعتبر الوزير أن التدخل الإيراني في المنطقة هو جزء من التدخل العالمي الذي أصبح مباحا ولم تعد تحكمه قوانين دولية، داعيا إلى البحث عن كيفية للتعامل مع هذا التدخل بدلا من استنكاره فقط.
وبينما نفى بن علوي القيام بدور للوساطة بين السعودية وإيران، أكد أن بلاده تسعى للتقريب فقط بين وجهات نظر البلدين، موضحا أن ما بين الرياض وطهران من خلافات معظمه له علاقة بالإقليم وليس بالعلاقات الثنائية، وأن بإمكانهم التوصل إلى تسوية إذا أعطى كل طرف شيئا من المرونة للطرف الآخر.
وأكد بن علوي، في حواره، أن الأزمة القطرية مع دول الخليج الثلاث «انتهت سياسيا»، لكن ربما كمشاعر لم تنته، داعيا إلى عقد القمة الخليجية في موعدها المقرر في الدوحة. وأضاف «الخلافات لا تحل إلا باللقاءات والحوارات.. وينبغي ألا نكون ركينين للماضي».
وشدد وزير الشؤون الخارجية على أن حل الأزمة في اليمن يكمن في مبادرة خليجية ثانية لجمع جميع الأطراف المختلفة على منظور جديد، وفقا للتباينات بين القوى السياسية. وإلى نص الحوار..

خلافة السلطان
* بداية.. نحمد الله على سلامة السلطان، لكنه تحدث عن برنامج علاجي.. فهل سيطول ذلك البرنامج؟

- ما ورد في كلمة جلالته أنه سيخضع لبرنامج طبي يتحكم فيه الأطباء. وليس لأحد آخر أن يتحكم في هذا البرنامج.

* هذا يطرح نقطة مهمة.. فعلى الرغم من وجود اطمئنان في السلطنة، هناك بعض من القلق في المنطقة على مرحلة ما بعد السلطان حفظه الله..

- لا يوجد قلق في عمان، الكل مقتنع بأن السلطان كما بنى هذه البلاد بما هي عليه الآن، فإنه أيضا حريص على مستقبلها بنفس المعايير. وبالتالي في النظام الأساسي (أقر عام 1996) هناك روح في مسألة الخليفة أو من سيأتي بعده.. ونادرا ما يحدث فراغ، وهنا الأسرة تاريخها يقول إن 260 سنة أو أكثر لم تكن فيها مسألة نيابة ولي العهد.
في الماضي كان الأعيان وزعماء القبائل هم من يبايعون الشخص الذي له رغبة في الترقي، الآن أصبحت هناك دولة. السلطنة أصبحت دولة مؤسسات، بحيث يكون الاحتكام للمؤسسات هو الأصل. وهذه المسائل لها مسار واضح في الأسرة.. وهذه الأسرة محصورة في أسرة السلطان تركي. وهناك طريقة، فهناك وصية للسلطان، بشأن من يراه الأفضل. لكن القرار للأحياء وهم يختارون، إن أرادوا ما ذكر في الوصية فهذا موجود، وإن اختاروا في ما بينهم من يتفقون عليه فهذا لهم أيضا، وإن اختلفوا فالمؤسسات تنصّب من جاء في الوصية.

* وفق النظام الأساسي للسلطنة فإنه وخلال ثلاثة أيام إما يتم الرجوع إلى وصية السلطان أو تقرر الأسرة؟

- لا.. الأسرة (الحاكمة) هي من يقرر.. ليس شرطا ما جاء في الوصية.. هم من يختارون.

* ألا يُخشى من وجود فراغ في السلطة خلال تلك الفترة؟

- لا يوجد فراغ، أنت تعرف عمان كلها عرب، ما فيها مذهبية أو طائفية. وهذه إحدى الأساسيات التي ورثت في ثقافة المواطنين، وهي الأرضية التي بنيت عليها دولة المؤسسات، وهي الناس. الإنسان يرجع إلى قبيلته، أو يرجع إلى فصيله أو حزبه أو طائفته حتى، ليحصل على حقه، لكن يرجع للعدالة، العدالة فيها قواعد، والقضاء فيه مؤسسة، والمؤسسة محمية.

* تتحدثون عن دولة مؤسسات.. إذن لماذا لا يوجد رئيس وزراء في عمان؟

- كل من يقوم بعمل في عمان ينبغي أن يكون من أجل بناء عمان، وليس من أجل تقاليد ديمقراطية. نحن في عمان كلنا، صغيرنا وكبيرنا، لا نرى أحدا أخلص لعمان من السلطان، هذه هي المسألة ببساطة كما يفهمها العمانيون. مواطنو البلد لا يريدون الآن الخروج عن المسار الذي ساروا عليه، وهو مسار واضح. لا يمكن أن تقارن محبة السلطان لعمان وأهل عمان مع أي عماني آخر حتى أولئك الذين في السلطة. إذن نتكلم عن الإخلاص وعن القدرة والفكر.

* إذن السلطان رئيس وزراء عمان أيضا؟

- رئيس الوزراء رسميا.

الملف النووي وإيران
* تستضيف عمان الأحد (اليوم)، اجتماعا ثلاثيا لبحث الملف النووي الإيراني.. بداية هذه ليست الخطوة الأولى لكم للوساطة بين إيران والغرب، فهل هذا أتى بطلب أميركي أم بطلب إيراني أم برغبة عمانية؟

- هناك اتفاق بين الجميع على أن يكون اللقاء برعاية عمانية.. ونحن رحبنا.

* أي أن هناك توافقا بين الغرب وإيران على أن تكون عمان هي الوسيط؟

- هم توافقوا على أن يكون هذا الاجتماع في عمان.

* لكن هناك مخاوف خليجية من المشروع الإيراني، وأن تصل إيران في نهاية الأمر لسلاح نووي وليس مشروعا للأغراض السلمية كما تقول، فهل هذا الاتفاق يضمن ألا تكون دولة نووية؟

- ذلك هو الأصل، وكل هذه الإشكال هدفها ألا تكون إيران دولة نووية. كما أن الغرب هو الأحرص على ذلك. ونحن ضمن المنطقة، فالمخاطر موجودة؛ لكنها محكومة. والمخاطر عندما لا تكون محكومة فهذا يؤدي إلى كارثة، أما عندما تكون المخاطر جزءا من طبيعة الحياة وتكون محكومة فهذا هو ما نرغب في الوصول إليه.

* الرئيس الأميركي باراك أوباما يقول إنه لن يقبل باتفاق سيئ.. إما التوصل لاتفاق جيد، أو لا اتفاق.. ما رأيكم؟

- كلهم يقولون.. حتى الإيرانيون يقولون بـ«اتفاق جيد»؛ لكن ما هو مقياس الاتفاق الجيد؟ الكل يريد أن يكون هناك اتفاق ونحن نعرف هذا وندرك هذا، وحتى الإيرانيون، والكل موافق، والله هو العالم بالقلوب.
السلاح النووي، أو التقنية العسكرية النووية، بدأ في الانحسار.. لماذا؟ ليس لأنه غير فعال ومدمر؛ لكن لأن الدول الكبرى والصناعية المتطورة الآن عندها بدائل لهذا السلاح. فهذا سلاح رادع لا يستخدم إلا عندما تقرر أن تقضي على نفسك أو على الآخرين؛ لكن الآن هناك وسائل ردع أقل كلفة وأكثر تأثيرا، فعلى سبيل المثال نعرف كلنا أن المختبرات البيولوجية فيها أسلحة بيولوجية لا تقل خطورة، ولا تحتاج إلى طائرات أو صواريخ، بين ليلة وضحها تجد منطقة بلا أناس.

* وهل لهذا ألغيتم برنامجكم النووي في عمان؟

- نعم.. ألغينا البرنامج النووي، رغم أن التقنية النووية مضمونة وفيها وسائل للسلامة؛ لكن هناك شيئا مهما أيضا وهو الخطأ، فإذا حدث خطأ فهذا أمر لا يعالج، فهي كارثة محققة. وإذا كان المطلوب هو الطاقة الكهربائية فلها بدائل أخرى.

* كخليجيين.. كيف تقبلون بمثل تلك الاجتماعات التي تقام منذ سنوات بين دول «5+1» وإيران، وأنتم كطرف رئيسي لا تشاركون فيها؟

- نحن لسنا طرفا رئيسيا، الطرف الرئيسي هم من لديهم السلاح النووي؛ نحن أقرب إلى أحد الأطراف. لكن هذه قضية دولية وفيها قرار من القمة الخليجية، فنحن لا نتدخل في هذا الموضوع، لأنه موضوع دولي. نحن لا نستطيع التفاوض مع إيران في هذا الموضوع، ولا توجد لدينا الإمكانيات أو القدرات أو الخبرة وأيضا لا نملك السلاح النووي ولا المختبرات النووية، فنتفاوض على ماذا؟ لكن نحن لنا ترتيباتنا مع أصدقائنا الذين لديهم مصالح كبيرة لدينا وهم يفهمونها. وأحد الأسباب التي يصرون عليها لجعل إيران منزوعة من السلاح النووي مصالحهم الموجودة عندنا. فمن المعروف أنهم لن يسمحوا لهم بذلك، والإيرانيون يدركون هذا.
الإيرانيون يقولون «نحن لم نصنع السلاح النووي»، ويأتون ويحلفون على القرآن بذلك، طبعا هذا محسوم ومفهوم، وتبقى مسألة المفاعلات النووية التي ستبنى لإنتاج الكهرباء.

* تحتفظون بعلاقات متميزة مع طهران، في الوقت الذي تشوب فيه علاقات باقي دول مجلس التعاون مع إيران الكثير من التوترات.. كيف تحافظون على هذه العلاقة؟

- نحن نعتقد أن هذه العلاقات فيها شيء من التوتر، ليس في معظمها، وليست بسبب علاقاتنا؛ لكن بسبب تباين وجهات النظر في المسائل الإقليمية. وبالتالي من الصعب عليك أن تتجنب مثل هذه التباينات في مثل هذه الظروف، فهي قدرات من نوع خاص أن تستطيع عمل وقاية باستخدام الدبلوماسية في ظل وجود توترات، لكن كما ذكرت سابقا فإن هناك مخاطر، حتى إذا كانت هذه المخاطر محكومة ويمكن تأجيلها أو تأجيل انفجارها مثلا أو حلها بوسائل يسمونها «soft».
ليس من المصلحة أن نجتمع نحن العرب في الخليج لمعاداة دولة مثل إيران.. لماذا؟ لأن المعاداة خسائرها علينا تكون هائلة. هذا التنوع في العلاقة مع إيران ربما فيه فائدة للطرفين، وإن كانت علاقتنا معها ليست فيها تميز عن علاقات الآخرين في دول الخليج أو بعضها ببعض؛ لكن نحن نعتقد أننا لسنا في حاجة إلى أي شكل من أشكال الصراع. نحن نؤمن بالحوار في علاقاتنا مع الآخرين، والحوار يأتي نتيجة لوجود تباين، وبالتالي يعني هذا أن الحوار يستمر.

* عفوا.. تسميه «تباينا» بينما التدخل الإيراني في البحرين أو في اليمن أو في سوريا أو في العراق أمر واضح جدا، وهذا لا يسمى تباينا..

- التدخل اليوم أصبح مباحا، لم تعد تحكمه قوانين دولية. الشطارة في كيفية التعامل معها. ونحن في عالم ينبغي أن نكون قادرين فيه على التعامل مع كل أنواع التدخل، لكن لا يأتي أحد ويقول إن هذا خط حرام عليك وحلال على الآخر، هو يتدخل ويمنعك أنت من فعله.

* تقول إنه ليس من مصلحة دول الخليج العربية معاداة إيران.. أذكر أن دبلوماسيا خليجيا كبيرا قال لي عن التباين في وجهات نظر دول الخليج تجاه إيران إن «هناك توزيع أدوار: دول تتشدد مع إيران ودول تتمتع بعلاقات طيبة».. فهل هناك فعلا توزيع أدوار بينكم؟

- لا.. هو ليس توزيع أدوار؛ لا إنه واقع مشاهد، لن نقول إنه تنوع مفيد. ولا ينبغي أن يكون هناك توزيع أدوار، لكن خصائص الخليجيين متعددة، وهذه الخصائص تستخدم.

* على الرغم من كل ما ذكرت فإن ذلك لا يلغي وجود مخاوف من أن ينتج عن هذا الاتفاق بين دول «5 + 1» وإيران دور لها على حساب دول الخليج؟

- وهل إيران ليس لها دور الآن؟

* هذا الاتفاق قد يمنح هذا الدور مشروعية دولية على الأقل..

- على كل حال هناك دور إيراني؛ وهذا الدور من نظر الخليج سلبي. دولة مثل إيران 90 مليون نسمة تقع على شاطئ الخليج.. فكيف لا يكون لها دور؟!

* مرة أخرى أكرر.. هناك مخاوف أن يكون هذا الدور على حساب مصالح دول الخليج..

- إذا استطعنا أن ندرس هذا الحساب لصالح من، فأعتقد أن هذا الحساب سيكون لصالحنا أكثر وليس لصالح إيران، لأن علاقاتنا في العالم متنوعة بوجودنا كمصدرين للنفط، وهو ما يعطينا وزنا أكبر، والفترة الزمنية التي سبقنا فيها إيران في التطور أيضا ميزة لنا وليست ميزة لإيران، ثم إن قدرتنا على إدارتنا باعتبارنا دولا ليست كثيرة السكان تعطينا امتيازا على الآخرين، مثل سنغافورة بالنسبة لماليزيا، إيران عندها ضخامة في السكان؛ لكن تجارتها كلها من الخليج.

* هل تقومون بأي دور للوساطة بين الرياض وطهران؟

- كوساطة.. نحن لا نؤمن بالوساطات من هذا النوع، لأن ما بين المملكة العربية السعودية وإيران من خلافات معروف للطرفين، وبإمكانهما أن تتوصلا إلى تسوية، وبالتالي هذا الأمر لا يحتاج إلى وساطة. الخلافات الثنائية بين البلدين لا تمثل إلا 20 أو 30 في المائة من مجمل الخلافات، والباقي خلافات لها علاقة بالإقليم وليست بالعلاقات الثنائية، ويمكن عندما تنمو العلاقات الثنائية في التجارة أن ترتفع أكثر، أما ما يتعلق بالإقليم فالخلافات حول سوريا واضحة، والخلافات حول العراق واضحة، والخلافات حول «الإخوان المسلمين» أيضا واضحة، وهي خلافات فكرية وليست مادية.

* وهل يعني ذلك أنه من الصعب تقليل الفجوة بينهما؟

- لا.. ليس من الصعب ذلك؛ لكن الصعب هو أن تجد لها قياسا. لنعترف، هناك أيضا قضايا فكرية صعب التوافق عليها.

* إذا لم تكن هناك وساطة.. فهل هناك دور عماني لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران؟

- نحن نسعى بترحيب من المملكة في هذا الاتجاه، لكن «كل شيء في وقته». نحن لا نسعى من أجل كسب مجد أو شهرة ولا نتحدث كثيرا في الإعلام عن هذا، غير أن هناك قناعات بأن مستقبل هذه المنطقة ينبغي أن يكون في حسن الجوار، وحسن الجوار يحتاج تنظيما للمصالح. حتى الآن لا تزال في مياه الخليج مناطق فيها خلافات حول الحدود البحرية، لها علاقة بأماكن بالنفط والغاز.. ينبغي لهذه الأمور ألا تُنسى.

* وهل هناك قبول لدى الطرفين (السعودية وإيران) لتقريب وجهات النظر هذه؟

• بالطبع.. لم يكن هناك انقطاع على الإطلاق في مسألة تقريب وجهات النظر، قد يكن ذلك حدث (الانقطاع) أثناء فترات حكم الرئيس السابق (أحمدي نجاد) في إيران. لكن على كل حال القضية ليست عدم رغبة؛ إنما تشدد واضح، وفيه فلسفة غير منطقية.

عمان والاتحاد الخليجي
* لكم رأي حاد ضد الاتحاد الخليجي.. هل ترون أن عدم الانضمام للاتحاد الخليجي يبرر هذه الحدة التي خرجت في تصريحاتكم قبل قمة الكويت الخليجية الماضية بخمسة أيام؟!

- كل القصة أنني كنت في مؤتمر أمن الخليج في المنامة، وحرصنا على ألا نتكلم، نسمع ونعلن المساندة لمملكة البحرين، والحقيقة أننا لم نكن نرغب أن نتحدث، لكن ما حصل من الأخ نزار مدني (وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية) أنه كان أحد المتحدثين وكان يقرأ من ورقة، والورقة أعدت بعناية دقيقة.. كنا متفقين على أن موضوع الاتحاد لا يثار إلا في إطار مجلس التعاون، وتكلم عن موضوع لم يكن يفترض أن يتحدث فيه أساسا، وكان النص مكتوبا بطريقة نستطيع من خلالها فهمه على أنه امتعاض من السعودية في كثير من الأشياء، وفي رأينا لم يكن من المفروض أن تقال عن الاتحاد الخليجي، ونحن متفقون أن هذا على جدول المجلس الوزاري باتفاق محدد، لذلك قررت أن أشرح وجهة نظر عمان دون الدخول في جدل. كنت أريد أن أوضح الوجه الثاني من الصورة، لأننا إذا لم نعلق فهذا يعني أننا موافقون على رأي الوزير مدني، وإن تحدثنا فلا نريد أيضا أن نخلق وضعا غير مريح. وقلت للسلطان (قابوس) إن هذا موضوع خلاف في مجلس التعاون ونحن لسنا ضد الاتحاد، وعلى الرغم من أن آلية اتخاذ القرارات في مجلس التعاون تمنحنا حق الاعتراض فإننا لم نعترض على مشروع الاتحاد، فقط ذكرنا أننا سنتعامل مع الاتحاد لأننا جزء من المنطقة ولن نكون جزءا منه.

* أنت صدمت الخليجيين عندما ذكرت أن الجيل الحالي غير مؤهل للاتحاد..

- هذا صحيح.. الجيل الحالي غير مؤهل، هذا جيل لم يحقق شيئا، لا يوجد ما يمنعه سوى البيروقراطية، والحكوميون والنخبة والمثقفون والصحافيون يتحدثون بالتمني والتنظير بحيث تكون هناك وحدة خليجية.
السؤال: من المستفيد من هذه الوحدة؟ ينبغي أن تكون الشعوب. لكن إذا كان هناك مدرس عماني يذهب للتدريس في دولة خليجية أخرى وهو لا يستحق نفس المميزات الممنوحة للمواطنين هناك، فما العمل؟ المهم أولا أن تربط مصالح المواطنين وليس الحكومات.

* لك تصريح شهير تقوله فيها «إننا لن ننضم للاتحاد النقدي ولا عام 2100»..

- الأوروبيون كان لديهم هدف استراتيجي عملوا عليه طويلا وفشلوا فيه إلى الآن. نحن لا نحب التقليد. ثم نحن لسنا في الاتحاد الأوروبي حتى نقلدهم.

* أنت عكست الآية.. فبدلا من تعزيز القوة العسكرية لدول الخليج لمواجهة أي عدوان خارجي.. تدعو للاعتماد على الغرب في الدفاع عن مصالحنا؟

- لأن هذه هي الحقيقة.

* لكن إلى متى تعتمد عليهم؟

- عندما نغير عقولنا، وألا ندخل في مصائب على غير استطاعتنا. فإذا كنا لا نستطيع أن نحارب لأن احتياطاتنا من الذخيرة أسبوع أو عشرة أيام!.. فلا يجب أن ندخل الحرب سواء بإرادتنا أو من غير إرادتنا، فالأمور ليست كلها أمورا عاطفية.

الخلاف الخليجي مع قطر
* نحن على مشارف قمة خليجية من المفترض أن تعقد في ديسمبر (كانون الأول) المقبل في قطر، لا مصالحة حدثت ولا سفراء عادوا ولا أزمة انتهت كما صرحت أكثر من مرة..

- الأزمة انتهت، لكن كمشاعر ربما لم تنته.

* أتعني أن الأزمة سياسيا انتهت؟!

- انتهت؛ لكن كمشاعري أنا ومشاعرك أنت لم تنته.

* لكن السفراء لم يعودوا؟

- هي فقط مشاعر.. وعندما نقيس على مستوى دول، وتكون هناك أزمة في الأسس، فيتم حل هذه الأسس، تكون الأزمة انتهت، لكن أنت مشاعرك ما انتهت.

* وهل تعتقد أن القمة سوف تعقد في قطر؟

- المفروض أن تعقد في قطر، نحن كمجموعة إقليمية دولية ينبغي أن نعقد القمة في وقتها وفي زمانها رغم مشاعر كل واحد. الخلافات لا تحل إلا باللقاءات والحوارات.

* هل الدوحة غيرت سلوكها السياسي؟

- ما هذا السلوك السياسي.. أنت تريد أن تحكم مشاعري؟!

* الدول الخليجية لا تتحدث عن مشاعر بل عن أمور على أرض الواقع؟

- لا شيء على أرض الواقع، نحن جلسنا وأطلعنا.

* عفوا.. تتحدث وكأن العلاقات عادت كما كانت والأزمة انتهت؟

- علينا النظر للمستقبل وليس للماضي.

* حتى الآن قطر تقول إننا أوفينا بكل شروط المصالحة، في حين تقول الدول الثلاث نريد أفعالا وليس أقوالا..

- كل ما سمعناه لا يتعدى أن الصحافة كتبت. لكن نحن كدول لدينا مصالح مادية ينبغي أن نتمسك بها. على سبيل المثال قضية الجوازات (تجنيس قطر للمواطنين البحرينيين)، إخواننا في البحرين عندهم تحفظ، وقطر لم تستجب تماما كما تريد المنامة، لكن الدوحة أكدت أيضا أن لديها قانونا لا يسمح لها بتجنيس أكثر من 50 شخصا في السنة من جميع أنحاء العالم. ومثل هذه أمور لا أرى أنها تليق بأن تكون بين دول.

* أرجو المعذرة.. إلا أنني أرى في إجاباتك عن أسئلة الخلاف الخليجي الثلاثي القطري وكأنك متعاطف مع موقف الدوحة..

- متعاطف لأن الماضي نحتاج أن نرميه وراء ظهورنا. أنت تعرف هذه الأمور أقولها لجميع الإخوة بصدق، فالأخ إذا أخطأ فربما لديه عذر على ذلك، المسألة فيها أخلاق ولك أن تسأله أو تعاتبه؛ لكن أن تحكم عليه بالإعدام فهذا أمر لا يجوز.

* أين وصل مشروع المارشال الخليجي لمساعدة عمان؟

- يسير في هدوء، والشركاء كلهم متعاونون. نحن لم نطلب شيئا، وما زلنا لدينا خير، وهي مبادرة تشكر عليها دول الخليج، ومتى احتجنا سوف نطلب.

* حتى الآن لم تتسلموا أي شيء؟

- لا.. تسلمنا برامج حسب الاتفاقية، وهناك برامج.

* كم قيمتها؟

- لا أعرف.. هي مشاريع.

اليمن ودور مجلس التعاون
* ننتقل إلى اليمن.. كيف ترى التطورات الأخيرة وسيطرة الحوثيين على جميع مفاصل الدولة؟

- الحوثيون الإعلام ألبسهم زيا غير زيهم، شمال الشمال اليمني كلهم زيدية كما هو معروف، والزيدية ليسوا من الشيعة أصلا، وهم لا يستطيعون السيطرة على اليمن وحدهم.. وهذا شيء معروف، ولذلك قاموا بتحالفات مع آخرين في اليمن، بعد أن ضاقوا ذرعا بالوضع، فهناك صراع بين السلفيين والحوثيين، والحكومة كانت تستفيد من هذا الصراع.. الآن المشهد تغير، وأصبح الحوثيون إلى حد ما يسيطرون على المشهد؛ لكن لم تحل المشكلة، ولن تحل بهذه الطريقة بتغلب طرف على طرف؛ وأعتقد أن مجلس التعاون لم يقم بالدور الذي ينبغي أن يقوم به، حيث اعتقدوا أن الأمر هادئ وأن المبادرة الخليجية كافية.

* تقصد بعد المبادرة الخليجية؟

- نعم ما بعد المبادرة الخليجية.

* كيف؟

- المبادرة وضعت لإيجاد حل للأزمة في 2011، ومطالب المتظاهرين بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، وهذه المبادرة أرادت أن تمنع الموقف من أن يتحول إلى حرب أهلية، ووافق الرئيس صالح وتنحى، تلك هي الشروط المعروفة، وبالتالي المتظاهرون الموجودون في كل ميادين اليمن تركوها وعادوا لمنازلهم وحياتهم، وهذا كان هدفا رئيسيا وحققته المبادرة، ما طرأ عليه من خلال الحوار الوطني ومن خلافات وما تجدد هو أن كل واحد شعر بأن الآخر يريد أن يهمشه، فنشأت خلافات غير الخلافات التي كانت في بداية عام 2011 (الربيع العربي)، وفي رأينا نحن كان ينبغي أن نسعى في عمل المبادرة الخليجية رقم 2، وأن نسعى لأن نجمع جميع الأطراف المختلفة على منظور جديد.

* تقصد أنكم كمجلس تعاون لم تقوموا بالدور المطلوب منكم؟!

- نعم لم نقم بالدور، أو لنقل قمنا به بشكل متأخر. أنا شخصيا أرى أنه كان ينبغي أن يكون لمجلس التعاون ممثل في اليمن لا يقل مستوى عن (جمال) بنعمر (ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن)، واقترحت أن يكون من دولة الكويت، حتى لا يقال هذا محسوب على المملكة العربية السعودية أو عمان، لكن «الإخوان» في الكويت لسبب ما لم يكونوا متشجعين، وهو ما دفع السعودية في الاجتماع الأخير لوزراء خارجية المجلس إلى اقتراح ممثل من السعودية وتم تعيينه.

* وفي ظل ذلك الصراع الدائر.. كيف ترى الحل؟

- في رأيي أن الحل يمكن أن يجمع اليمنيين من جديد وفق المنظور الذي تم في الحوار الوطني، فمن المهم أن يتمكن الرئيس من قيادة البلاد إلى أن يتم وضع دستور وقانون انتخابات على المبادئ التي توصلوا إليها، وأن يبدأ اليمن مرحلة جديدة. وعلى مجلس التعاون أن يلتفت للتباينات والخلافات بين القوى السياسية في اليمن.

* إذن، هذه مبادرة خليجية أخرى؟

- أنا أسميها هكذا، لكن من الممكن أن تسمى أي شيء لأن اليمنيين في حاجة إلى هذا، وهم عبروا عن هذه الرغبة، ومجلس التعاون له مصداقية وله احترام وقبول من قبل اليمنيين، فبالتالي أعتقد أن ذلك سوف يساعد، لكن من الممكن أن ندخل الأمم المتحدة في الموضوع، وهي موجودة في هذا وقائمة بدورها والدول الأربع الأخرى، فتكون هذه المبادرة الجديدة الرسمية مبادرة الخليج الثانية أو مبادرة الدول العشر الراعية للمبادرة؛ لكن هذا يحتاج إلى فتح باب، وأن يُعطى اليمنيون شعورا بالثقة في مستقبلهم، بدلا من الاحتكام إلى قوة السلاح، أو إلى فرض العقوبات من قبل الأمم المتحدة.

«الربيع العربي»
* بعد نحو 4 سنوات من اندلاع الثورات العربية.. هل تعتقد أنه لا يزال هناك «ربيع»؟

- أولا ينبغي أن نعرف الأسباب الجوهرية الحقيقية التي فجرت الأوضاع بهذه الدرجة، ليست قضية مؤامرة أميركية وغيرها، قد يكون ذلك موجودا، لكن ليست هذه هي الأسباب الحقيقية. نحن شجعنا الأمين العام للجامعة العربية أن يجمع مجموعة من الباحثين العرب الموجودين في أوروبا أو أميركا ويبحثوا، لماذا حصل الربيع العربي؟ لماذا الشرارة التي اندلعت في تونس هي التي فجرت الثورات؟!
أعتقد أن هذا الزخم انتهى، ليس لأن المشكلة حلت؛ لكن خوفا من الإرهاب.. خوفا مما رأوه في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي اليمن، حتى ولو كان اليمن أقل نسبيا. ما يحدث في ليبيا والعراق أمر فظيع، ولذلك أنا ما زلت أقول إن عليهم أن يبحثوا بحثا دقيقا، وأن يعطوا بعض المؤشرات، وأنا أعتقد أن السبب هو ضعف الإدارة في البلاد العربية.

* تدعو لدراسة أسباب هذه الاحتجاجات، لكن عمان أيضا شهدت بعضا منها في عام 2011.. هل درستم أسبابها؟

- درسناها دراسة دقيقة وتعاملنا معها من منطق الدراسة، فالنمو السكاني كان هو المعضلة الرئيسية، والباحثون عن العمل كثر، والفرص المتاحة كانت محدودة، والقطاع الخاص ما زال صغيرا.. إذن هؤلاء الآلاف من المواطنين أين يذهبون؟ وكانت المعضلة معروفة من قبل جلالة السلطان لخطط تشغيل المواطنين، وتمكنا في الحكومة من توظيف الأعداد الكبيرة من المواطنين وعالجنا مشاكل بعض القطاعات بطريقة مادية.
لكن يمكن القول إن دول الخليج مشاكلها في توظيف مواطنيها مختلفة عن الدول العربية الأخرى.. ففي مجلس التعاون سبعة أو ثمانية ملايين عامل وافد، المفترض نظريا ألا يكون هناك باحثون عن عمل؛ إلا أن ما يحدث أننا نطلب عمالة فنية من نوع معين، مثلا هنا في عمان هناك أكثر من مليون ونصف مليون عامل وافد، بينما المفروض ألا يكون لدينا هذا العدد الضخم منهم. لدينا (في دول مجلس التعاون) ظروف مختلفة عن ظروف الآخرين، فعند الآخرين طالبو العمل بالملايين وهنا بالمئات.

الأزمة في سوريا
* رغم المجازر التي ارتكبها ويرتكبها نظام بشار الأسد وأفرزت عشرات الألوف من القتلى، ما زالت عمان تفتح أبواب سفارتها في دمشق.. نعرف السياسة العمانية سياسة محافظة وهادئة وأيضا حيادية.. لكن هل تعتقد أن من الحياد الصمت على المجازر؟

- لا.. ليس صمتا، لكن الثورة بدأت في درعا فماذا خلفت؟ وصلنا إلى تنظيمات إرهابية من الطراز الأول. نحن نحتاج أن ندرس ليس فقط نظام بشار الأسد، لكن ندرس «داعش» و«النصرة» و«الشريعة» و«اللواء ثلاثين»، أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، العالم كله الآن يحارب هذه الجماعات. من الواضح أن المقاومة السورية لن تستطيع طرد بشار الأسد، ودخلت أطراف أخرى في الأزمة، دخل «حزب الله» ودخلت إيران ودخلت روسيا، وجاء «داعش»، والله أعلم من أين أتوا وحصلوا على أموال وحقول نفط.

* وأنت أين ترى «داعش».. تحليلك من أين أتى التنظيم الذي سيطر على أجزاء كبرى في سوريا والعراق؟

- ليس عندي علم بالغيب؛ لكن يقال إنه ائتلاف بين جماعة القاعدة وبين النقشبندية وبين ضباط الجيش العراقي السابق، وهم يدركون من أين تؤكل الكتف، ولديهم الجيوش والصواريخ والأموال.

* هل تعتقد أن وراءهم استخبارات دول؟

- كل شيء محتمل. لكن تاريخيا كانت هناك ثلاث دول عربية أساسية هي مصر وسوريا والعراق تحارب إسرائيل، أعتقد أنه تم تفكيكها عن طريق الحركة الصهيونية. وكلنا في الخليج نعرف بشار الأسد، ونعرف والده الراحل، وتعاملنا معهما على أنهما إخوان وأشقاء، وأنا شخصيا زرته ثلاث مرات بتوجيه من السلطان، والرجل كان يشعر ويعرف أن المطلوب رأسه، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يعطي رقبته لأحد. والحل في النهاية.. لا بد من الحل الدولي، يفرض على بشار وعلى غير بشار.

* ألا تخشى من وصول «داعش» إلى عمان؟

- ولماذا يأتون لعمان؟!

* ها نحن نراهم في كثير من الدول..

- ظهروا في بعض الدول وليس في كثير منها؛ لكن هم على كل حال مختلفون عن «القاعدة».

* قلتم قبل عامين إن مرحلة الإسلام السياسي قد تستوعب العنف من قبل الجماعات المسلحة.. الآن هل صدمتم مما أفرزه حكم الإسلام السياسي؟

- طبعا.. هذا في البداية في حالة النشوة، لكن مع الوقت هذه المظاهر كلها تآكلت، لأن العالم أصبح غير قابل لهم.

قصة المليار الإماراتي
* ما هي قصة المليار الإماراتي الذي قدم كدعم لعمان؟

- الإماراتيون إخواننا وأشقاؤنا أرادوا المساعدة، لكن ليس من المعقول أن يعلنوا في كل مرة أنهم دعموا السلطنة خاصة أننا لم نطلب أساسا مثل هذا المساعدة، وهذا أمر لا يلقى قبولا لدى المواطنين (العمانيين). القصة أن إخواننا في الإمارات وبمبادرة منهم تقدموا بهذا الدعم، ونحن نرى أن يتم وضع هذا الدعم في حساب في البنك المركزي ونحن نستخدمه متى اقتضت الحاجة. ما حدث أن هناك تقريرا سنويا (إماراتيا) عن المساعدات التي يقدمونها، وهو ما تسبب في عدم وجود خصوصية (في تقديم الدعم) والإعلان عنه، لكني أؤكد أن الأشقاء الإماراتيين هم من طلبوا من الحكومة العمانية تقديم هذا الدعم، وليس من اللائق منا رفض مثل هذه المبادرة.

3 نصائح لمرشد «الإخوان»
* تعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين لم توفق عندما تولت الحكم في عدة دول؟

- «الإخوان» يرون أن نهجهم هو الصحيح ونهج الآخرين هو الخطأ، أنا رأيت مرشد «الإخوان المسلمين» عندما تولوا الحكم في مصر، وقلت له إن عليهم أن يلتزموا بثلاثة أشياء هي: أن يستجيبوا لمصالح الناس؛ وأن ينتهجوا سياسة مقبولة من العالم، وأن يستوعبوا تنظيم القاعدة. فأجاب بأنهم سيجتثون «القاعدة»، أما السلفيون فسيتفاهمون معهم. يمكن القول إن «الإخوان» لديهم منهج، غير أنهم استعجلوا ففشلوا خاصة أنهم اختلفوا مع المؤسسة العسكرية التي تحميهم.



قطر ونيبال نحو تطوير العلاقات وتعزيز الشراكة الاقتصادية

أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال في أثناء حضورهما مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال في أثناء حضورهما مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي (قنا)
TT

قطر ونيبال نحو تطوير العلاقات وتعزيز الشراكة الاقتصادية

أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال في أثناء حضورهما مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال في أثناء حضورهما مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي (قنا)

اختتم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارة رسمية إلى نيبال اليوم (الأربعاء)، المحطة الأخيرة في جولة آسيوية شملت كذلك الفلبين وبنغلاديش.

وعقد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وزراء نيبال، بوشبا كمال دهال، جلسة مباحثات رسمية في العاصمة كاتماندو، اليوم.

وفي بداية الجلسة، رحب رئيس وزراء نيبال بأمير قطر والوفد المرافق، و«بالزيارة التاريخية» له كأول قائد عربي يزور نيبال، «والتي تعكس عمق العلاقات بين البلدين»، متطلعاً إلى العمل المشترك «لتعزيز التعاون المتبادل والدفع بالعلاقات إلى مستويات أرحب»، حسبما نقلت وكالة الأنباء القطرية.

الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى مباحثات مع رئيس نيبال رام شاندرا بوديل (قنا)

كما أكد أمير قطر أهمية الزيارة في ضوء العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، متطلعاً إلى أن تُسهم نتائجها في توطيد علاقات التعاون الثنائي في شتى المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين، مشيداً بالجالية النيبالية المقيمة في دولة قطر، ومساهمتها في مجالات تنموية مختلفة بالبلاد.

كما بحث الجانبان خلال الجلسة أوجه التعاون بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها، ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي منشور له عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي (إكس) أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن المباحثات التي أجراها مع رئيس نيبال رام شاندرا بوديل، ورئيس الوزراء بوشبا كمال دهال، تناولت تطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيزها بشراكات متنوعة ترتقي بالتعاون الثنائي إلى المستوى المنشود.

وقال إن زيارة نيبال «أتاحت لي التعرف على جانب من تاريخها العريق، والتباحث مع الرئيس رام شاندرا بوديل، ورئيس الوزراء بوشبا كمال دهال، بشأن تطوير علاقاتنا الاقتصادية، وتعزيزها بشراكات متنوعة ترتقي بالتعاون الثنائي إلى المستوى المنشود».

شراكة اقتصادية

وشهد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وزراء نيبال بوشبا كمال دهال، اليوم، مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتَي البلدين، حيث شهدا توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، ومذكرة تفاهم للتعاون بين النيابة العامة بدولة قطر ومكتب النائب العام في نيبال، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشباب والرياضة.

كما شهدا التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الثقافة والفنون بين وزارة الثقافة في دولة قطر ووزارة الثقافة والسياحة والطيران المدني في نيبال، واتفاقية بشأن التعاون وتبادل الأخبار بين وكالة الأنباء القطرية ووكالة الأنباء الوطنية النيبالية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التدريب والتعليم الدبلوماسي بين المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية في دولة قطر ومعهد الشؤون الخارجية في حكومة نيبال، وتجديد مذكرة التفاهم الموقَّعة بين غرفة قطر واتحاد غرفة التجارة النيبالي، واتفاقية تأسيس مجلس أعمال مشتركة بين غرفة قطر، واتحاد غرف التجارة النيبالي.

حضر مراسم التوقيع بالعاصمة كاتماندو أصحاب السعادة أعضاء الوفد الرسمي.

كما حضرها من جانب نيبال عدد من الوزراء وكبار المسؤولين.


الديوان الملكي: خادم الحرمين دخل مستشفى «التخصصي» لإجراء فحوصات روتينية

الديوان الملكي: خادم الحرمين دخل مستشفى «التخصصي» لإجراء فحوصات روتينية
TT

الديوان الملكي: خادم الحرمين دخل مستشفى «التخصصي» لإجراء فحوصات روتينية

الديوان الملكي: خادم الحرمين دخل مستشفى «التخصصي» لإجراء فحوصات روتينية

دخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة؛ لإجراء فحوصات روتينية لبضع ساعات.

وقال الديوان الملكي السعودي، اليوم، في بيان: «دخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، هذا اليوم الأربعاء 15 شوال 1445هـ، الموافق 24 أبريل 2024م، مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة؛ لإجراء فحوصات روتينية لبضع ساعات».


رابطة العالم الإسلامي تدين استمرار الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم الحرب في غزة

رابطة العالم الإسلامي تدين استمرار الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم الحرب في غزة
TT

رابطة العالم الإسلامي تدين استمرار الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم الحرب في غزة

رابطة العالم الإسلامي تدين استمرار الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم الحرب في غزة

أدانت رابطة العالم الإسلامي، بأشدّ العبارات، جرائم الحرب المروّعة التي تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها في قطاع غزة.

وندَّد الدكتور محمد العيسى، الأمين العام للرابطة، في بيان، بالجرائم التي يشهدها القطاع، والتي كان آخِرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي، بمدينة خان يونس جنوب القطاع.

وأبدى أسفه واستنكاره، لإخفاق المجتمع الدولي في وقف هذه الانتهاكات المتواصلة لكل القيم والأعراف الإنسانية والدولية، والذي أطلق العنان لمزيد من الوحشية، وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار، مجدداً الدعوة إلى اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه وقف آلة القتل الجماعي والدمار.


«النيابة» السعودية تقر إنشاء برنامج لحماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا

«النيابة» السعودية تقر إنشاء برنامج لحماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا
TT

«النيابة» السعودية تقر إنشاء برنامج لحماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا

«النيابة» السعودية تقر إنشاء برنامج لحماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا

أقر النائب العام السعودي رئيس مجلس النيابة العامة، الشيخ سعود المعجب، إنشاء «مركز برنامج حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»؛ إنفاذاً للمادة الرابعة من نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا.

ويهدف المركز إلى توفير الحماية العدلية للأشخاص المشمولين بالحماية من أي تهديد أو خطر أو ضرر قد ينالهم، بكل أو بعض أنواع الحماية المنصوص عليها في المادة الرابعة عشرة من النظام، وهي: الحماية الأمنية، وإخفاء بياناته الشخصية، وكل ما يدل على هويته، ونقله من مكان عمله - مؤقتاً أو دائماً - ومساعدته في الحصول على عمل بديل، وتقديم الإرشاد القانوني والنفسي والاجتماعي، ومنحه وسائل للإبلاغ الفوري عن أي خطر يهدده أو يهدد أياً من الأشخاص وثيقي الصلة به، وتغيير أرقام هواتفه، وتغيير محل إقامته، واتخاذ إجراءات كفيلة بسلامة تنقله، بما في ذلك توفير مرافقة أمنية له أو مسكنه، ومساعدته ماليّاً.

ويقوم المركز على اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقاية المشمول بالحماية من الإصابة الجسدية، وضمان صحته وسلامته وتكيّفه الاجتماعي، طوال فترة الحماية المقررة له، مع مراعاة حقوقه وحرياته، وعدم تقييدها إلا بالقيود الضرورية وفقاً لأحكام النظام.

ومكَّن النظام الأشخاص المشمولين بالحماية من تقديم طلبات الحماية وفق إجراءات وشروط محددة، كما منح النظام توفير الحماية للمشمول بها دون موافقته، في حال توفر ما يبعث بإمكان تعرّضه لخطر وشيك.

وقضى النظام عقوبات جزائية تجاه أي سلوك من شأنه الجناية على المشمولين بالحماية، بالسجن الذي قد يصل إلى ثلاث سنوات، وغرامة مالية قد تصل إلى خمسة ملايين ريال.


لقاء سعودي - بحريني يبحث تطورات غزة

استعرض الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بالرياض (واس)
استعرض الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بالرياض (واس)
TT

لقاء سعودي - بحريني يبحث تطورات غزة

استعرض الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بالرياض (واس)
استعرض الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بالرياض (واس)

استعرض الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء، مع نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، العلاقات الوثيقة بين البلدين، وسبل تعزيزها في شتى المجالات.

وبحث الوزيران في الرياض مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، وتطورات الأوضاع في غزة، والجهود الرامية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية لهم، ودعم إحلال السلم والأمن والاستقرار الإقليمي.

جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي بنظيره البحريني في الرياض (واس)

وتناول الجانبان التحضيرات الجارية للقمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، والموضوعات المقرر إدراجها على جدول أعمال اجتماع القادة، لما من شأنه تحقيق أهداف العمل العربي المشترك وخدمة مصالح الأمة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء البحرينية».

وذكرت وكالة الانباء البحرينية (بنا) أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر تجاه تطورات الأوضاع الإقليمية الراهنة، والحرب في قطاع غزة، والجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، ودعم جهود إحلال السلم والأمن والاستقرار الإقليمي.


السعودية تدين استمرار جرائم إسرائيل بغزة دون رادع

عاملون صحيون يستخرجون الجثث التي عثر عليها في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
عاملون صحيون يستخرجون الجثث التي عثر عليها في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

السعودية تدين استمرار جرائم إسرائيل بغزة دون رادع

عاملون صحيون يستخرجون الجثث التي عثر عليها في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)
عاملون صحيون يستخرجون الجثث التي عثر عليها في مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

دانت السعودية، الثلاثاء، استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة بغزة دون رادع، آخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، أن إخفاق المجتمع الدولي في تفعيل آليات المحاسبة تجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي لن ينتج عنه سوى مزيد من الانتهاكات وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار.

وجدّدت الوزارة مطالبة السعودية باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في غزة، ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها.


«منتدى العمرة»... حوارات ونقاشات لرؤى مبتكرة في خدمة قاصدي الحرمين

أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته منتدى العمرة والزيارة واطلاعه على المعرض المصاحب الذي يضم أكثر من 100 جناح (واس)
أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته منتدى العمرة والزيارة واطلاعه على المعرض المصاحب الذي يضم أكثر من 100 جناح (واس)
TT

«منتدى العمرة»... حوارات ونقاشات لرؤى مبتكرة في خدمة قاصدي الحرمين

أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته منتدى العمرة والزيارة واطلاعه على المعرض المصاحب الذي يضم أكثر من 100 جناح (واس)
أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته منتدى العمرة والزيارة واطلاعه على المعرض المصاحب الذي يضم أكثر من 100 جناح (واس)

تواصلت أعمال النسخة الأولى للحدث الفريد من نوعه على مستوى العالم في «منتدى العمرة والزيارة» بـ«مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات» بالمدينة المنورة (غرب السعودية) للخروج برؤى وتوصيات تسهم في تطوير الخدمات والمنتجات المقدمة للمعتمرين، وتنعكس إيجاباً على القطاع الحيوي والمهم في إطار الجهود السعودية المستمرة لتقديم أفضل الخدمات وتوفير أقصى سبل الراحة لهم، وتحسين تجربة قاصدي الحرمين الشريفين.

وشهد الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته، الاثنين، أعمال النسخة الأولى للمنتدى، الذي تنظمه وزارة الحج والعمرة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج «رؤية السعودية 2030» على مدار 3 أيام، مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات بين شركات العمرة والزيارة السعودية والدولية.

وأكد الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، على ما توليه قيادة بلاده من اهتمام كبير بضيوف الرحمن منذ توحيدها على يد الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – وصولاً إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وعملها الدائم والمستمر نحو تقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين.

أكثر من 100 جناح في المعرض المصاحب للمنتدى لمختلف الجهات والهيئات وكبرى الشركات المحلية والدولية (واس)

كما أكد الأمير سلمان بن سلطان: «أهمية المنتدى بصفته فرصة سانحة للتواصل وتبادل الخبرات بين المتخصصين من خلال الجلسات الحوارية وحلقات النقاش، ومن ثم الانتهاء إلى رؤى وتوصيات تسهم في إثراء تجربة الزوار»، متطلعاً أن تكون مخرجات المنتدى فاعلة وتنعكس إيجاباً على هذا القطاع الحيوي والمهم، موجهاً شكره لوزير الحج والعمرة، وجميع منسوبي الوزارة على تنظيم المنتدى.

1500 اتفاقية

من جانبه، أكد الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة السعودي، مشاركة 28 جهة حكومية وأكثر من 3 آلاف شركة محلية ودولية في المنتدى، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 1500 اتفاقية سيتم توقيعها بين شركات العمرة والزيارة السعودية والدولية، منوهاً إلى أن المنتدى يعد منصة شاملة لبحث الفرص والارتقاء بالتجربة، حيث يشارك فيه 180 متحدثاً من داخل المملكة وخارجها.

وأشار الربيعة، إلى أن الحرم المكي هو الوجهة الأكثر زيارة عالمياً، وأن الحرم المدني ثاني أكثر وجهة يقصدها الزوار من أنحاء العالم، مشيراً إلى تطوير آلية زيارة الروضة الشريفة التي تشرف بزيارتها خلال العام الماضيين ما يزيد على 19 مليون زائر.

وأوضح الربيعة، أن وزارة الحج والعمرة تعمل على تطوير تجربة ضيف الرحمن عبر أكثر من 350 من كوادر الوزارة، يتابعون رحلتهم كاملة منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، مشيراً إلى إطلاق الوزارة مركزاً للاتصال الموحد بـ9 لغات لاستقبال بلاغات واستفسارات ضيوف الرحمن، لافتاً إلى زيارته لـ24 دولة بالتعاون مع الشركاء الفاعلين في المنظومة، للتعرف على التحديات وفرص التطوير، وتعريف الدول بالتسهيلات التي تقدمها المملكة للمعتمرين والزوار.

كما أوضح، أنه جرى تأهيل عدد كبير من المواقع التاريخية والإسلامية في مكة والمدينة، إلى جانب تطوير وتدشين وجهات إثرائية، واعداً بأن يكون المنتدى تجمعاً سنوياً لأكبر مقدمي خدمات العمرة والزيارة من كل دول العالم، وأنه سيقام خلال شهر شوال من كل عام.

بينما تحدث فهد الرويلي سفير السعودية لدى فرنسا وموناكو والمندوب الدائم المكلّف لدى «اليونيسكو» في كلمة له، عن دور المواقع التاريخية والثقافية وتهيئتها في إثراء تجربة ضيوف الرحمن.

جانب من الأجنحة المشاركة في المعرض المصاحب للمنتدى (واس)

وانطلقت أعمال «منتدى العمرة والزيارة» والمعرض المصاحب له، الاثنين، والذي يمتد إلى الأربعاء ويشهد إقامة 6 جلسات حوارية و24 ورشة عمل تغطي 6 محاور رئيسية، بالإضافة إلى 18 محتوى فرعياً بمشاركة 29 متحدثاً من الخبراء والمتخصصين، كما يصاحب المنتدى فعاليات ومسابقات تنافسية، تشمل مسابقة الذكاء الاصطناعي في العمرة، وجائزة أتمتة وتطوير الحلول الرقمية، و«هاكثون» المواقع التاريخية والإثرائية المرتبطة بالسيرة النبوية، إضافة إلى المعرض المصاحب للمنتدى الذي تشارك فيه أكثر من 100 جهة من مختلف القطاعات، التي تقدم خدمات مرتبطة بالحج والعمرة والزيارة من داخل المملكة وخارجها.

حضور كبير شهده المنتدى والمعرض المصاحب (واس)

المعرض المصاحب

استقبل المعرض المصاحب للمنتدى زائريه بأحدث التجارب والخدمات من خلال أكثر من 100 جناح تمثّل مختلف الجهات الحكومية والهيئات المعنية وكبرى الشركات المحلية والدولية، التي تنشط في مختلف مجالات الخدمة الموجهة للمعتمرين والزائرين.

وأتاح المعرض لزائريه فرصة استكشاف أحدث الخدمات التي تقدمها الجهات المشاركة، من خلال العديد من شاشات العرض التوضيحية التي تتوزع في ممرات وأركان الجهات المشاركة، وكذلك الجداريات التي تقدم نظرة شاملة حول الفرص والخدمات المقدمة للشركات وروّاد الأعمال، وللمستفيدين من الزوار والمعتمرين والسائحين على حد سواء.

المعرض المصاحب للمنتدى استقبل زائريه بأحدث التجارب والخدمات المقدمة لإثراء تجربة ضيوف الرحمن (واس)

ويشكّل المعرض منصة شاملة للتعريف بالجهود التي هيأتها المملكة للعناية بالحرمين الشريفين، ومراحل تطور الخدمات والارتقاء بها، بما في ذلك مشروعات توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومشروعات كسوة الكعبة المشرفة، وسقيا مياه زمزم، ومشروعات النقل الجوي وعبر القطارات السريعة، وصولاً إلى خدمات التوسع في الخدمات اللوجيستية المرتبطة بها لتعزيز منظومة الخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين وشرائح المسافرين كافة، وليس انتهاءً بالخدمات المرتبطة بتسهيلات إصدار التأشيرات إلكترونياً.

كما أتاح المعرض الفرصة للتفاعل والتواصل بين الشركات ورواد الأعمال والأفراد المهتمين في مختلف المجالات ذات العلاقة، حيث يعد أول معرض متخصص في العمرة والزيارة يجمع مختلف الجهات الحكومية والدولية والمحلية المتخصصة في القطاع، ويقدم أحدث الخدمات والحلول لتعزيز الخدمات المقدمة لضیوف الرحمن، وتعزيز الجهود المبذولة لتطوير صناعة العمرة والزيارة وتعزيز خدمات جميع الأطراف المستفيدين في مجالاتها.

جناح «روح السعودية» بالمنتدى سلط الضوء على المنتجات السياحية التي تستهدف إثراء رحلة المعتمر والزائر (واس)

تأشيرة القدوم

فيما سلط جناح الهيئة السعودية للسياحة «روح السعودية» في المنتدى، الضوء على المنتجات السياحية التي تستهدف إثراء رحلة المعتمر والزائر، بجانب تعزيز الحوار والإبداع وتمكين الشركاء وتحفيز الشراكات، فضلاً عن تطوير الخدمات والحلول المتكاملة.

ويحتضن جناح «روح السعودية» خلال أيام المنتدى الثلاثة أكثر من 6 شركاء، بهدف إبراز الوجهات الفريدة والمنتجات المميزة والخدمات المتطورة والمقدمة خصيصاً لإثراء تجارب ضيوف الرحمن من داخل وخارج المملكة.

وتأتي هذه المشاركة، في وقت أصبح إصدار التأشيرات للقدوم إلى المملكة أكثر سهولة ويسراً من أي وقت مضى؛ حيث توفر المملكة عدداً من التأشيرات التي تتيح جميعها أداء العمرة، والزيارة، وحضور الفعاليات، والسياحة في جميع أنحاء المملكة، وهي تأشيرة العمرة، وتأشيرة السياحة، وتأشيرة المرور، وتأشيرة الأهل والأصدقاء، مع تمكين مواطني 63 دولة من إصدار التأشيرة الإلكترونية أو عند الوصول، بالإضافة للمقيمين بالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، وحاملي تأشيرات الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والشنغن، والمقيمين بدول مجلس التعاون الخليجي.


«الشنغن» الـ5 سنوات للخليجيين تدخل حيز التنفيذ بـ4 شروط

جميع المواطنين السعوديين يمكنهم الحصول على تأشيرة «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب (الشرق الأوسط)
جميع المواطنين السعوديين يمكنهم الحصول على تأشيرة «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب (الشرق الأوسط)
TT

«الشنغن» الـ5 سنوات للخليجيين تدخل حيز التنفيذ بـ4 شروط

جميع المواطنين السعوديين يمكنهم الحصول على تأشيرة «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب (الشرق الأوسط)
جميع المواطنين السعوديين يمكنهم الحصول على تأشيرة «شنغن» لمدة 5 سنوات عند أول طلب (الشرق الأوسط)

دخل قرار الاتحاد الأوروبي منح تأشيرة «شنغن» لمواطني السعودية والبحرين وسلطنة عمان لمدة خمس سنوات عند أول طلب لهم، التنفيذَ، منذ الثلاثاء، وذلك حسب ما ذكرته السفارة الفرنسية لدى السعودية، التي أكدت أنه يشمل «جميع المواطنين السعوديين، سواء المتقدمين لأول مرة (الذين لم يسبق لهم الحصول على تأشيرة شنغن) أو الأشخاص الّذين حصلوا على تأشيرة في السابق، بغض النظر عن صلاحيتها».

ولم تتطرق دول «الشنغن» للاشتراطات التي تطلبها لمنح الفيزا لمواطني دول الخليج، إلا أن دبلوماسياً أوروبياً ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن الاشتراطات لم تتغير، لكن تغيرت المدة من 6 شهور إلى 5 سنوات، كما يمكن لدول «الشنغن» رفض المتقدم إذا شعرت أن المتقدم قد يشكل دخوله إلى منطقة «الشنغن» خطراً على الأمن أو النظام العام فيها، أو الذين لا يستوفون شرطاً واحداً أو أكثر من المتطلبات. ووفق ما ذكره الموقع الإلكتروني للبعثة الألمانية لدى السعودية، يمكن التقديم على طلب الفيزا عبر الموقع الإلكتروني، ويتوجب على الشخص أن يبين الغرض من السفر، سواء كان للسياحة أو العمل وغيرهما، كما يجب أن يقدم ما يثبت من البنك أنه قادرٌ على تحمل نفقات المعيشة والسفر، التي لا تقل عن 30 ألف يورو، إضافة إلى وثيقة تأمين طبي سارية على منطقة أوروبا بأكملها وطوال فترة الإقامة.

وإذا كان مقدم الطلب غير قادر على تمويل الرحلة والإقامة من أمواله الخاصة، فيجوز لشخص آخر أن يتعهد بتغطية جميع التكاليف المرتبطة بهذه الرحلة، وأن يتم تقديم هذا التعهد.

كما ذكر الموقع أنه يجب على مقدم الطلب تقديم طلب التأشيرة لدى أقرب مزود خدمة مع جميع المستندات اللازمة، ومن ثم تحديد موعد لـ«بصمات الأصابع» إذا لم يتم «التبصيم» خلال الـ59 شهراً الماضية، وإذا كان سبق أن «بصم» لا يتطلب حضور المتقدم ويكتفى بالتقديم الإلكتروني.

وكانت السفارة الفرنسية في الرياض قد أكدت على موقعها الرسمي أنه «سيحصل أي مواطن سعودي يتقدم بالطلب على تأشيرة (شنغن) اعتباراً من الثلاثاء 23 أبريل (نيسان) 2024 مدتها 5 سنوات، مع مراعاة صلاحية جواز السفر».

ونبهت السفارة لوجوب أن يكون جواز السفر صالحاً لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد تاريخ انتهاء صلاحية التأشيرة، وبالتالي ستعتمد مدة صلاحية التأشيرة على مدة صلاحية جواز سفر صاحب الطلب.

وفيما يتعلق بالتأشيرة الإلكترونية، أفادت السفارة الفرنسية بأنه «حتى الآن، لم يتم تحديد تاريخ دخول إجراء التأشيرة الإلكترونية حيز التنفيذ».

لودوفيك بوي السفير الفرنسي لدى السعودية (تصوير سعد الدوسري)

من جهته، كتب السفير الفرنسي في الرياض لودفيك بوي، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي قائلاً: «سيتمكن المواطنون السعوديون الآن من الحصول على تأشيرات (شنغن) لمدة 5 سنوات عند أول طلب لهم»، مشيراً إلى أن القرار الأوروبي دعمته باريس بقوة، وأضاف: «نتطلع إلى رؤية المزيد من السعوديين في فرنسا، سواء للسياحة أو العمل».

وكانت سفارة الاتحاد الأوروبي لدى السعودية، تحدثت قبل نحو عام عن نظام جديد لمنح التأشيرات للمواطنين السعوديين سيعلن عنه يسهل الحصول على التأشيرات المتعددة، وأن ذلك يأتي بالتوازي مع نظام لإعفاء كل مواطني دول الخليج من التأشيرات.

وأكدت سفارة الاتحاد الأوروبي، حينها، أن هذا الالتزام الأوروبي «ورد بوضوح في البيان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي مع دول الخليج».


ما المنتظر من القمة العربية المقبلة بالمنامة؟

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)
TT

ما المنتظر من القمة العربية المقبلة بالمنامة؟

صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)
صورة جماعية للقادة المشاركين في القمة العربية - الإسلامية الأخيرة في الرياض (واس)

بينما تستعد البحرين لاستضافة اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، المقرر عقدها في 16 مايو (أيار) المقبل، تتطلع أنظار الشارع العربي لما سيخرج من قرارات عن اجتماع القادة العرب، في ظل أوضاع سياسية متوترة، ومخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، إثر تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، المستمرة للشهر السابع على التوالي.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها البحرين اجتماعاً من هذا النوع، سواء على مستوى القمم العربية العادية أو الطارئة. وكان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أعلن عن رغبة المنامة استضافة الاجتماع خلال فعاليات قمة جدة في السعودية العام الماضي.

وعلى مدار الأشهر الماضية، دأبت الجامعة العربية، بالتعاون مع البحرين، على التحضير للقمة التي تعقد في «ظرف دولي استثنائي»، وفق مراقبين، حيث استقبل العاهل البحريني، في يناير (كانون الثاني) الماضي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، «لبحث استعدادات البحرين لاستضافة القمة العربية»، كما تم عقد اجتماعات تنسيقية - تشاورية مكثفة بين الأمانة العامة لمجلس جامعة الدول العربية، والبحرين، شكلت من خلالها لجنة عامة للإعداد للقمة برئاسة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي.

الأمين العام المساعد حسام زكي خلال المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس (الجامعة العربية)

وفي سياق الإعداد للقمة، استقبل وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، الاثنين، بالمنامة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بهدف «استكمال التحضيرات والترتيبات اللازمة لاستضافة البحرين للقمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، وتوفير متطلبات انعقادها على أفضل وجه»، حسب إفادة رسمية نشرتها وكالة الأنباء البحرينية.

وتكتسب القمة المقبلة زخماً دولياً، حيث أكد لقاء جمع وزير الخارجية البحريني، ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة بالمملكة المتحدة اللورد طارق أحمد، الاثنين، «أهمية انعقاد القمة العربية المقبلة، في ظل الظروف والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، وضرورة التوصل إلى قرارات بناءة تسهم في تعزيز التضامن العربي ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة»، حسب وكالة الأنباء البحرينية.

ويرى مدير «مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية» في المغرب، عبد الفتاح الفاتحي، أن «انعقاد القمة العربية يأتي في سياق استمرار التصعيد والتوتر الذي يدفع في اتجاه حرب إقليمية بسبب الحرب المتواصلة في غزة، فضلاً عن استمرار القتال في السودان، وكذلك استمرار الأزمات السياسية والأمنية في عدة دول، كما هو الحال في ليبيا وسوريا وفي الصومال».

من اجتماع سابق لـ«لجنة الاتصال الوزارية العربية» في القاهرة (صفحة الأمين العام لجامعة الدول العربية)

وأكد الفاتحي لـ«الشرق الأوسط» أن «قمة المنامة تُعقد في ظروف تحتم عليها الخروج بقرارات أكثر جرأةً سياسياً لمواجهة تطورات الأحداث في قطاع غزة، وما يخلفه ذلك من تداعيات على البلدان العربية مستقبلاً»، مشيراً إلى أن «هناك مسؤولية أخلاقية وسياسية تجاه الوضع الكارثي للفلسطينيين، لا سيما أن الساحة تفتقر إلى تصورات لإيقاف الحرب وحماية المدنيين من رحى الآلة العسكرية الإسرائيلية».

وتعد القضية الفلسطينية بنداً رئيسياً على جدول أعمال القمم العربية، وهو ما أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في تصريحات تلفزيونية، مساء الأحد الماضي، من أن «القضية الفلسطينية مطروحة في كل اجتماعات الجامعة العربية، وأنه تتم مناقشتها من قبل العديد من الدول العربية».

وقال السفير حسام زكي إن الاجتماع المقبل لمجلس الجامعة «سيتطرق إلى تداعيات استمرار الحرب في غزة، كما سيتم خلاله الاستماع إلى إحاطة معمقة من المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز».

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة العلوم التطبيقية بالأردن، الدكتور عبد الحكيم القرالة لـ«الشرق الأوسط»، إن «جدول أعمال القمة العربية المقبلة مثقل بملفات شائكة وصعبة، على رأسها الملف الفلسطيني، في ظل استمرار حرب الإبادة في غزة، ما يتطلب موقفاً حازماً وقوياً من القادة العرب».

وأضاف أن «القمة تنعقد في ظل توتر وتصعيد وتشابك وتعقد الصراع مع دخول إيران على خط الأزمة، ما ينذر باتساع رقعة الصراع، بما يضر القضية الفلسطينية ويهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي». ولفت إلى أن «القمة العربية - الإسلامية الطارئة التي عقدت أخيراً لبحث الوضع في غزة، حققت بعض الانتصارات السياسية عبر مخاطبة الرأي العام العالمي، لكنها لم تحدث اختراقات كبيرة لحلحلة الصراع».

كانت القمة العربية - الإسلامية التي عقدت في الرياض 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قررت «تكليف وزراء خارجية السعودية بصفتها رئيسة القمتين العربية والإسلامية، وكل من الأردن، ومصر، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، ونيجيريا وفلسطين، والأمينين العامين للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بدء تحرك فوري باسم جميع الدول الأعضاء لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة».

وقال القرالة إن التحديات الحالية «تحتم على القادة العرب قدراً عالياً من التنسيق، لإنتاج موقف موحد يستهدف وقف الحرب الإسرائيلية، بالتشبيك مع الفواعل الدولية، والقوى الوازنة، لا سيما الولايات المتحدة».

مجلس الجامعة خلال اجتماع الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة (أرشيفية - الجامعة العربية)

وأكد «ضرورة مأسسة العمل العربي المشترك، بشأن خوض معركة سياسية ودبلوماسية وقانونية في أروقة الأمم المتحدة، واستخدام أمثل للعلاقات العربية الاستراتيجية ومكانتها مع القوى الوازنة وعواصم صنع القرار لإحداث اختراق حقيقي قادر على وقف إطلاق النار وفتح أفق سياسي لإحياء عملية السلام».

وشدد على أن «القضية الفلسطينية ستظل الموضوع الأبرز على جدول الأعمال»، داعياً إلى «البحث عن أفكار خارج الصندوق للتأثير في الولايات المتحدة باعتبارها تشكل غطاءً شرعياً وقانونياً لإسرائيل». كما أشار إلى «ضرورة توحيد الجهود العربية لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الذي يعاني وضعاً كارثياً».

وتعد التدخلات الإيرانية في المنطقة «أحد الملفات المهمة والمتكررة على جدول أعمال القمم العربية، التي تكتسب بعداً إضافياً هذه المرة في ظل التوترات في البحر الأحمر وتداعياتها الاقتصادية الناجمة عن هجمات جماعة (الحوثي) على السفن المارة بواحد من أهم ممرات التجارة العالمية»، حسب القرالة الذي يشير إلى «ملفات أخرى على جدول الأعمال اقتصادية وأمنية تتعلق بدعم العمل العربي المشترك على كافة الأصعدة».

كما تبحث القمة أيضاً «الأزمة الإثيوبية - الصومالية»، حسب تصريحات أبو الغيط الذي أكد أن «القانون الدولي والمصالح الدولية يرفضان المنهج الإثيوبي في فرض سياسة الأمر الواقع على المجتمع الدولي».


السعودية تشدّد على مواقفها الراسخة لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم

خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)
خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)
TT

السعودية تشدّد على مواقفها الراسخة لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم

خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)
خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة - الثلاثاء (واس)

شدّد مجلس الوزراء السعودي، على مواقف بلاده الراسخة نحو إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ومطالبتها الدائمة للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيّين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها المجلس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الثلاثاء، في جدة، واطلاع أعضاء المجلس على مجمل الاتصالات والمحادثات التي جرت خلال الأيام الماضية بين المملكة وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، حول العلاقات المشتركة وقضايا المنطقة والتطورات العالمية.

وأوضح سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء أشاد بمخرجات الاجتماع الوزاري (الثاني) للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى، مؤكداً حرص المملكة على مواصلة تعزيز جسور التواصل مع مختلف بلدان العالم، ودعم أوجه التنسيق المشترك، بما فيها العمل المتعدد الأطراف.

ورحّب المجلس، بالمشاركين في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد يومي الأحد والاثنين المقبلين بالرياض، في إطار ما توليه المملكة من الاهتمام بتعزيز التعاون الدولي وصياغة مسار المستقبل لمواجهة التحديات العالمية.

وعدّ مجلس الوزراء، اختيار البنك الدولي المملكة مركزاً للمعرفة لنشر ثقافة الإصلاحات الاقتصادية عالمياً؛ تأكيداً على ريادة ما حققته هذه البلاد من تقدم كبير في تقارير مؤشرات التنافسية العالمية.

جانب من الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء في جدة (واس)

وبيّن أن المجلس نوّه بحصول 5 مدن سعودية على مراكز متقدمة في مؤشر المدن الذكية لعام 2024، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية؛ عاكسة بذلك ما تشهده المملكة من تطور وازدهار على الصعد كافة.

واطّلع مجلس الوزراء، على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انـتهى إليه كل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها.

وأصدر المجلس عدداً من القرارات، من ضمنها الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في مجالي الرياضة والشباب بين حكومة السعودية وحكومة قطر، وعلى اتفاقية عامة للتعاون بين حكومة السعودية والدومينيكان، وعلى مذكرة تفاهم بين وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية ومركز علوم البيئة ومصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية (سيفاس) التابع لوزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في بريطانيا، للتعاون في مجال حماية البيئة البحرية.

مجلس الوزراء اطلع في بداية الجلسة على مجمل الاتصالات والمحادثات التي جرت بين المملكة وعدد من الدول الأيام الماضية (واس)

كما وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين وزارة المالية في السعودية ووزارة المالية والخزانة في تركيا، وعلى مذكرة تفاهم للتعاون الفني في مجال التعدين بين حكومة السعودية وحكومة تشاد، وعلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين وزارة السياحة في السعودية ووزارة الاقتصاد والبحار في البرتغال، وعلى مذكرة تفاهم بين حكومة السعودية وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة التابعة لجمهورية الصين الشعبية؛ للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، في حين وافق المجلس على مذكرة تفاهم في مجال السلامة النووية والوقاية من الإشعاع بين هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية واللجنة الوطنية للطاقة الذرية في اليمن.

بينما فوّض المجلس وزير الاقتصاد والتخطيط رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الأسترالي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للإحصاء في السعودية ومكتب الإحصاءات الأسترالي في أستراليا؛ للتعاون في مجال الإحصاء، والتوقيع عليه.

وتفويض وزير النقل والخدمات اللوجيستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب المصري في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الربط البحري؛ لنقل الركاب في خليج العقبة بين الهيئة العامة للنقل في السعودية ووزارة النقل في مصر، والتوقيع عليه.

في حين وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية ومكتب المدعي العام في كوريا، في مجال منع الفساد ومكافحته. وعلى اتفاقية تعاون في مجال الوثائق والأرشفة بين المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في السعودية وإدارة محفوظات الدولة في الجمهورية الهيلينية. وعلى اتفاقية تعاون في مجال التقنية المالية والابتكار بين البنك المركزي السعودي بالسعودية وسلطة النقد في سنغافورة.

وفوّض المجلس، رئيس مجلس إدارة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب البهامي في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في السعودية ووزارتي السياحة والاستثمار والطيران، والبهاما الكبرى في كومنولث جزر البهاما؛ للتعاون في مجال العلوم والتقنية، والتوقيع عليه.

ووافق المجلس على الترخيص لبنك «يو بي إس إيه جي» السويسري بفتح فرع له لمزاولة الأعمال المصرفية في المملكة. كما وافق المجلس على النظام (القانون) الموحد للنقل البري الدولي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

في حين أقرّ المجلس، منح المتضررين من أهالي قرية طابة بمنطقة حائل جراء تركهم مزارعهم وبيوتهم التراثية بسبب التصدعات والتشققات الأرضية مبلغاً تعويضاً إضافياً قدره 200 ألف ريال، أو أرضاً سكنية ضمن المخططات الحكومية المعتمدة، بحسب ما يختار كل متضرر أو ورثته حال وفاته.

واعتمد المجلس الحسابات الختامية للهيئة العامة لعقارات الدولة، ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وجامعة تبوك، لأعوام مالية سابقة.

كما وافق المجلس على ترقيات إلى المرتبتين (الخامسة عشرة) و(الرابعة عشرة)، في حين اطّلع مجلس الوزراء، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارتي الطاقة، والنقل والخدمات اللوجيستية، والهيئة العامة لعقارات الدولة، وصندوق التنمية الصناعية السعودي، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.